مكافحة الحكومة للأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة
تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز المصداقية في مصادر الأخبار، وتعمل على مكافحة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة التي قد تؤثر على استقرار المجتمع وأمنه الوطني. من خلال تبني سياسات صارمة تهدف إلى الحد من انتشار هذه الظاهرة، وتطوير أنظمة تقنية متقدمة لرصد وتحليل المعلومات، وتعزيز المصداقية في مصادر الأخبار. كما تركز على توعية المجتمع بمخاطر المعلومات المضللة عبر حملات تثقيفية وإعلامية شاملة، ما يسهم في حماية الأمن الوطني وتعزيز التماسك المجتمعي.
مشاركة الصفحة
ما هي "الأخبار الكاذبة"؟
محتوى يتم نشره عمداً بقصد التضليل، وليس مجرد معلومات خاطئة عابرة. قد تتخذ هذه الأخبار أشكالاً مختلفة، مثل إشاعات، أو روايات مختلقة، أو حقائق غير مكتملة يتم تقديمها بأسلوب مضلل. الهدف من وراء ذلك قد يكون التأثير على الرأي العام، زعزعة الثقة، أو حتى تحقيق مكاسب اقتصادية من خلال أساليب مثل “طُعم النَّقرة” (Clickbait) التي تُستخدم لجذب الزوار لمواقع معينة.
تُعدّ الأخبار الكاذبة إحدى أبرز التحديات التي يواجهها المجتمع في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الذي أصبحت فيه هذه المنصات المصدر الأساسي الذي يستمد منه الكثيرون معلوماتهم اليومية، يظهر جانب مظلم يتمثل في انتشار المعلومات المضللة والزائفة. وغالباً ما يعتمد الناس على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للمعلومات دون التحقق من صحتها، مما يسهم في تداول أخبار غير دقيقة قد تُسبب زعزعة أو تؤثر على الرأي العام.
أنواع الأخبار الكاذبة
من واجب كل فرد اليوم، التحقق من مصادر المعلومات والتأكد من مصداقيتها؛ لحماية نفسه ومجتمعه من التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة التي تهدد استقرار المجتمعات وأمنها، ومع التطور التقني وسرعة تداول المعلومات، أصبح من الضروري تعزيز الوعي المجتمعي حول خطورة هذه الأخبار، ومن أبرزها:
- طُعم النَّقرة (Clickbait): محتوى غير دقيق، غالباً ما يتضمن عناوين ملفتة لجذب انتباه الجمهور، بهدف زيادة عدد زوار الموقع لتحقيق مكاسب اقتصادية.
- العناوين المضللة: لا يكون المحتوى في هذا النوع خاطئاً بالكامل، لكنه يُقدَّم باستخدام عناوين جذابة أو مضللة تخفي الحقائق أو تركز على جوانب فرعية لدواعي الفضول.
- المحتوى الاحتيالي: يُقصد به انتحال هوية مصادر موثوقة لإضفاء مصداقية على أخبار زائفة. في هذا النوع، يتم تقديم معلومات تبدو وكأنها صادرة عن جهة موثوقة، لكنها في الواقع مغلوطة.
- الدعاية: محتوى موجه يتم تصميمه بشكل متعمد لتضليل الجمهور والترويج لوجهات نظر سياسية معينة أو لتحقيق أهداف أيديولوجية.
- المحتوى الساخر: يُنشر بغرض الترفيه والسخرية، وليس دائماً بنيّة إحداث ضرر. ومع ذلك، قد يُساء فهم هذا النوع من الأخبار من قبل البعض ويتم تداوله على أنه حقيقي.
- المحتوى المُعدَّل أو المخادع: يشمل التلاعب بالنصوص أو الصور أو الفيديوهات لتقديم معلومات مضللة، مما يؤدي إلى خلق انطباعات خاطئة لدى الجمهور.
معرفة هذه الأنواع تساعد على التصدي للأخبار الكاذبة من خلال التحقق من المصادر، وتوخي الحذر عند مشاركة المحتوى؛ لضمان تداول معلومات صحيحة تساهم في حماية المجتمع من التضليل.
مكافحة الحكومة للأخبار الكاذبة
تَعتبِر المملكة العربية السعودية صياغة ونشر "الأخبار الكاذبة" جريمة إلكترونية وفقاً لقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية. حيث تُعد هذه الأخبار من "الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف"، وتُفرض عليها عقوبات قاسية لمن يثبت تورطه في نشر الشائعات أو المعلومات المضللة التي قد تؤثر على استقرار المجتمع أو تهدد أمنه، ويهدف هذا النظام إلى الحد من وقوع جرائم المعلوماتية، وذلك بتحديد هذه الجرائم والعقوبات المقررة لكل منها، والتي تؤدي إلى:
- المساعدة على تحقيق الأمن المعلوماتي.
- حفظ الحقوق المترتبة على الاستخدام المشروع للحاسبات الآلية والشبكات المعلوماتية.
- حماية المصلحة العامة، والأخلاق، والآداب العامة.
- حماية الاقتصاد الوطني.
تلتزم جميع الشركات، بما في ذلك وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لاكتشاف الأخبار الكاذبة والإبلاغ عنها. وفي حال الضرورة، يجب إزالتها من منصاتها، وتعمل على ذلك عدة هيئات حكومية في المملكة مثل:
- هيئة الحكومة الرقمية
تمثّل نقلة نوعية نحو تعزيز الأداء الرقمي داخل الجهات الحكومية، والرفع من جودة الخدمات المقدمة وتحسين تجربة العملاء مع الجهات الحكومية، بما يتوافق مع الرؤية الطموحة للمملكة 2030. - الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي
تمثّل (سدايا) الجهة المختصة في المملكة العربية السعودية بالبيانات والذكاء الاصطناعي وتشمل: البيانات الضخمة، وهي المرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل، وهي صاحبة الاختصاص الأصيل في كل ما يتعلق بالتشغيل والأبحاث والابتكار في قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي. - الهيئة الوطنية للأمن السيبراني
تمثّل الهيئة تنظيم ومراقبة وتمكين قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية كونها إحدى أهم القطاعات الداعمة لتطور وازدهار المملكة العربية السعودية. - وزارة الداخلية
تمثّل الوزارة مهام مختلفة تقتضي تطوير المنظومة وتحسينها بشكل مستمر بما يتناسب مع تطلعات القيادة، ومواكبة رؤية السعودية 2030 والتطلعات المحلية والعالمية في مجال الأمن والسلامة.
تسعى المملكة العربية السعودية حالياً إلى مواكبة تطور التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، للكشف عن الأخبار الكاذبة بشكل أسرع وأكثر دقة.
الجهود الحكومية في مكافحة المعلومات المضللة
تعمل المملكة العربية السعودية، على مواجهة التحديات الناتجة عن انتشار المعلومات المضللة التي تهدد استقرار المجتمعات وأمنها الوطني، من خلال استراتيجيات شاملة ومتكاملة إلى التصدي لهذه الظاهرة بطرق فعالة، ومن أبرز جهودها:
التشريعات والقوانين:
- وضعت الحكومة أنظمة صارمة لمعاقبة مروجي الأخبار الكاذبة والمضللة.
- أصدرت لوائح تهدف إلى حماية الفضاء الرقمي من الاستخدام غير القانوني للمعلومات.
للاطلاع على نظام مكافحة جرائم المعلوماتية انقر هنا
الإبلاغ عن "أخبار كاذبة"
باعتبار الأخبار الكاذبة خطراً يهدد الأفراد والمجتمعات تأتي أهمية دور كل فرد في مواجهة هذه الظاهرة من خلال الإبلاغ عن الأخبار غير الصحيحة للجهات المختص؛ لضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار وتعزيز مصداقية المصادر الإعلامية، والحد من انتشارها.
- إذا كانت الأخبار الكاذبة مرتبطة بقطاعات حيوية مثل الصحة، التعليم، أو النقل، يُنصح بالإبلاغ عنها مباشرةً عبر قنوات التواصل الرسمية الخاصة بهذه الجهات.
- إذا كانت الأخبار الكاذبة تشكّل خطراً على أمن الدولة واستقرار المجتمع، يجب الإبلاغ عنها عبر قنوات وزارة الداخلية أو عبر بلاغ أمني في منصة أبشر.
الالتزام بالإبلاغ يعزز المصداقية ويحمي المجتمع من تأثير الأخبار المضللة.
التقنيات المتقدمة:
- استخدام أنظمة ذكاء اصطناعي لرصد الأخبار المزيفة وتحليلها بسرعة.
- تعزيز الأمن السيبراني لمواجهة التهديدات الرقمية التي تستغل المعلومات المضللة.
الشراكات والتعاون الدولي:
- التعاون مع المنظمات العالمية والجهات الإعلامية الدولية لمواجهة المعلومات المضللة عبر الحدود.
- المساهمة في صياغة اتفاقيات دولية تهدف إلى ضبط المحتوى الرقمي.
- إطلاق حملات توعوية لتعريف الجمهور بمخاطر الأخبار الكاذبة.
- إدراج برامج تثقيف إعلامي في المناهج الدراسية لتعزيز قدرة الأجيال القادمة على التحقق من المعلومات.
إبراز النجاحات:
- تسليط الضوء على النجاحات الحكومية في كشف حملات التضليل الإعلامي والتصدي لها.
- نشر إحصائيات وتقارير دورية توضح الجهود المبذولة والنتائج المحققة.
التعليقات والاقتراحات
لأي استفسارات أو ملاحظات، يرجى ملء المعلومات المطلوبة.
تحميل...